دحلان: حماس قرأت المتغيرات فى مصر بعد الثورة بشكل خاطئ
أكد محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، أن حركة حماس قرأت المتغيرات فى مصر بشكل خاطئ وعليها إعادة قراءة الامور بطريقة صحيحة بعد تأكيد المجلس العسكري الحاكم أن مصر لن تكون ايران أو غزة، ولن يحكمها خميني..مشيرا إلى ان هذه رسالة في منتهى الاهمية لو ارادت حماس قراءة المتغيرات فى المنطقة كي لا تبقى اسيرة رؤيتها الانفصالية السابقة.
وقال دحلان فى حوار مع وكالة أنباء الشرق الاوسط الظروف الاقليمية لا تخدم موقف حركة 'حماس' كما أعلن عدد من قادتها، بل ربما العكس تماما، خاصة في مصر التي يبدو أن حماس قرأت ثورتها بها بشكل خاطئ ودون عمق سياسي، وعليها الان إعادة قراءة الامور بطريقة صحيحة بعد تأكيد المجلس العسكري الاعلى أن مصر لن تكون إيران أو غزة، ولن يحكمها خميني.
وقال ان على حماس ان لا تبقى اسيرة رؤيتها الانفصالية السابقة، فمصر ستعيد شكل التعامل مع البعد الانساني لقطاع غزة بكل مكوناته، لكنها لن تسمح ايضا باستمرار وضع يشكل نقطة ضعف في خاصرتها الامنية، فالانقسام الفلسطيني خطر ليس على فلسطين فحسب بل ايضا على مصر الثورة وربما اكثر خطرا مما كان سابقا، حيث ان اسرائيل تريد ان تستخدم قطاع غزة كرهينة عسكرية ضد مصر، ما يضعها في وضع حرج وضار.
وعلى حماس أن تدرك ان مصر ستعمل أكثر بكثير من السابق لتنهي الانقسام، وهي تعلم ان نقاط الخلاف يمكن ان تنتهي سريعا. الى جانب أن بعض الدول العربية قد تغير موقفها من هذه المسألة على ضوء الاحداث التي تشهدها المنطقة من دمشق مرورا بالسودان وغيرها .
وقال دحلان يجب على حماس أن تعمل بكل جدية للتجاوب مع ما قدمته حركة فتح من باب الحرص الوطني واغلاق ملف الانقسام، فما قدمته فتح في لقاءات الشام وبعدها ما قاله الرئيس ابو مازن وموافقته على مبادرة سلام فياض كلها تقريبا لمصلحة حماس، الى جانب ان اسرائيل تستعد لعمل عدواني قد يكون كبيرا، ولكنها تواصل عدوانها بشكل يومي، وهو ما يستوجب التوصل لاتفاق وطني استعدادا لاستحقاقات وطنية عديدة.
وقال آمل من قيادة حماس ان تتعامل بكل ايجابية مع مبادرة الرئيس عباس وقبلها مواقف فتح، وتنهي هذه الحالة الانقسامية، وانا اعتقد ان هناك من يريد في قيادة حماس الوصول الى اتفاق رغم العوائق التي يضعها الجهاز الامني – العسكري امام القيادة السياسية.
وحول الحراك السياسى الذى يحدث فى الوطن العربى قال أعتقد ان ما يحدث من حيث الجوهر هو عمل تاريخي يكسر حالة الخوف التي سيطرت لسنوات طويلة على الشارع العربي، وهي حالة غير مسبوقة خاصة لمصر وتونس التي احدثت ثورات اصبحت اليوم نموذجا للشعوب ليس العربية فحسب بل ولدول وشعوب غير عربية، وهناك تحركات شعبية في بلدان عدة آمل ان تصل الى نهاية بما يخدم حرية الشعوب وتقرير مصيرها وفق نظم ديمقراطية ودون تدخل اجنبي، بما يحفظ وحدة البلاد ويصونها من الفتن السياسية والطائفية التي تريد الدول الاستعمارية ان تزرعها لتكسر شوكة الانتصار العربي في الثورات الديمقراطية.
وحول ما تردد بأنه زود القذافى بصفقة أسلحة نفى دحلان هذه التقارير الاخبارية التى تقول انه زود العقيد الليبي معمر القذافى بصفقة أسلحة، واصفا هذه التقارير بأنها 'أكاذيب وافتراءات' وقال على من روجها أن يذكر كمية الصفقة وثمنها وتاريخ حدوثها وكيف وصلت.
وحول علاقته بالقذافى قال لقد منحني الرئيس الشهيد الخالد ياسر عرفات شرف مرافقته في كثير من الرحلات والزيارات الى بلدان عربية واجنبية، ومن خلال هذه اللقاءات توطدت علاقاتي ببعض القيادات العربية وكلها كانت بعلم الرئيس الشهيد، وقد استخدمتها كثيرا لحل بعض القضايا العالقة، خاصة مع العقيد معمر القذافي، كما أن الرئيس ابو مازن كان على علم كامل وقد اوفدني اكثر مرة لحل بعض المشاكل التي واجهت ابناء الجالية الفلسطينية في ليبيا وللحصول على بعض الدعم المالي لخزينة السلطة الوطنية، وهي علاقات لم تكن سرا فالقادة العرب لا يقيمون علاقات مع شخصيات مجهولة.
وكان موقع اخباري رسمي تابع لفتح في رام الله قد نشر قبل ايام تصريحا قالت انه صادر عن الناطق الرسمي باسم اللجنة المركزية لحركة فتح دون ان تذكر اسم ذلك الناطق والذي أكد أن حديث المعارضة الليبية عن تورط احد قيادات فتح بصفقة اسلحة لصالح القذافي هو موضوع قيد الدراسة والتحقيق، وأن اللجنة المركزية ستتخذ الإجراءات التي تتناسب وحجم هذه المزاعم .
وقد غمز الموقع الفتحاوي الرسمي إلى أن الأخ محمد دحلان قد تم تعليق مشاركته في جتماعات اللجنة المركزية ويخضع للتحقيق في تجاوزات تنظيمية وسياسية، ولم يوضح الموقع الاخباري ان كانت هذه الاشارة صادرة عن الناطق الرسمي المزعوم أيضا أم أنها صادرة عن الموقع نفسه ورئاسة تحريره !!!.
وجدير بالذكر ان دحلان قد تعرض في الفترة الاخيرة لهجوم من قبل بعض اركان حركة فتح رام الله بسبب اعتراضه على اسلوب ادارة عدد من الملفات الداخلية " ومن ضمنها ملف قطاع غزة " بالاضافة لادارة ملف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي